أسواق عالميةسلايد 1عقارات

عقارات: غضب في الهند بسبب مشروع ضخم بـ1.8 مليار دولار يتجاهل كورونا

لطالما كان إصلاح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمركز التاريخي لنيودلهي والمعروف باسم “سنترال فيستا” Central Vista مثيراً للجدل – حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19.

ومنذ الإعلان عنه في سبتمبر 2019، صُنف مشروع إعادة تطوير سنترال فيستا، الذي تبلغ تكلفته 1.8 مليار دولار بأنه مكلف للغاية وغير مسؤول بيئياً ويشكل تهديداً للتراث الثقافي.

ورفض العديد من المعارضين المشروع الذي يتضمن مقر إقامة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والمكون من 10 مبانٍ على مساحة 15 فداناً، وهو واحد من بين العشرات من الهياكل الحكومية الجديدة المخطط لها، معتبرينه مشروعاً معمارياً لإرضاء غرور مودي وليس شعب الهند.

وسلطت أزمة فيروس كورونا الضوء على هذا الغضب. وسط موجة ثانية مدمرة دفعت مستشفيات البلاد إلى نقطة الانهيار، حيث توجه النائب المعارض راهول غاندي إلى تويتر الأسبوع الماضي لمقارنة تكلفة المشروع بالمبلغ المطلوب لتطعيم 450 مليون هندي أو شراء 10 ملايين أسطوانة أكسجين. وختم بالقول: “لكن غرور (مودي) أكبر من حياة الناس”.

وازداد السخط في الأيام الأخيرة فقط، بعد أن استمر العمل في المشروع، حتى مع توقف مشاريع البناء في أماكن أخرى. حيث يُعتقد أن هذا الإلحاح يعكس سباقاً لإكمال مبنى البرلمان الجديد قبل نهاية عام 2022، عندما تحتفل الهند بمرور 75 عاماً على الاستقلال.

بدورها، قالت البرلمانية والكاتبة الهندية شاشي ثارور، “لماذا الآن، بهذه التكلفة الهائلة وفي وقت يعاني فيه البلد والاقتصاد من آثار الإغلاق؟”.

مشروع مهم فقد البوصلة

ومع ذلك، فقد أقر حتى هؤلاء النقاد، أن تحديث البرلمان الهندي وسنترال فيستا، من الناحية النظرية، له مزايا.

وقالت ثارور “من وجهة نظر نفعية بحتة، يتفق الكثيرون على أن هناك حاجة لبعض التغييرات المهمة”. “أحدها هو أن مبنى البرلمان كان سيحتاج إلى تجديد شامل ليناسب الغرض، ومن الواضح أن الحكومة خلصت إلى أنها لا تستطيع فعل ذلك، وأنهم بحاجة إلى بناء واحد جديد”.

وأضافت “أن مبنى سنترال فيستا كان عبارة عن عدد من مباني الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وفي حالة معمارية مشكوك فيها وكان يجب التخلص منها واستبدالها”.

وقالت: “ما يقلقني هنا هو النقص المطلق في التشاور قبل اتخاذ مثل هذا القرار المهم”.

مخاوف مستمرة

يوم الأربعاء، رفع مواطنان هنديان دعوى أمام محكمة دلهي العليا لمحاولة وقف العمل في سنترال فيستا، بحجة أن البناء يمكن أن يساعد في انتشار كوفيد-19. ثم رفع الملتمسون الأمر إلى المحكمة العليا، بعد أن “فشلت سلطات المدينة في تقدير خطورة الوضع”.

وفي مشهد سياسي مستقطب، ربما لا يكون مفاجئاً أن مشروعاً بهذا الحجم قد أثار انتقادات من جهات عديدة. ولكن بصرف النظر عن مزايا المخطط أو أوجه القصور فيه، فإن إصرار مودي على المضي قدماً وسط أسوأ أزمة صحية عامة في الهند منذ جيل قد يجعله يفقد دعم الحلفاء الذين ربما كان يعتمد عليهم ذات مرة.

بدوره، غرد وزير المالية والشؤون الخارجية السابق، وعضو حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة مودي حتى عام 2018، ياشوانت سينها: “الناس يموتون بسبب كوفيد، لكن أولوية (مودي) هي مشروع سنترال فيستا”. بدلا من ذلك؟ ما هو المبلغ الذي (يجب) على الأمة … أن تدفع لانتخاب شخص مصاب بجنون العظمة؟”

المصدر: شبكة “CNN”

إغلاق