أسواق عالمية
ألمانيا تسعى لإعادة تعريف العلاقة بين اقتصاد السوق والدولة بعد كورونا

قال فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألماني إن أزمة جائحة كورونا سيكون لها عواقب اجتماعية واسعة المدى، مضيفا أنه يتعين علينا إعادة تعريف العلاقة بين اقتصاد السوق والتنظيم الحكومي.. لقد اهتز يقيننا بشدة في أن كل شيء سيسير على ما يرام بطريقة أو بأخرى.. علينا التفكير الآن فيما إذا كان ذلك له علاقة بأننا بالغنا في تقدير كثير من الأمور”. وبحسب “الألمانية”، ذكر شويبله في تصريحات لصحيفة “أوجسبورجر ألجماينه” الألمانية الصادرة أمس أن الأزمة تكشف مشكلة التشابك العالمي، وقال: “العولمة تعني مع الأسف أيضا تغير المناخ وانقراض الأنواع”، موضحا أن الأمر لا يتعلق بتوقف آليات اقتصاد السوق، وقال: “لكن لا بد من إعادة تقييم الإطار الذي نتحرك فيه”.
وأضاف شويبله أنه يتعين أيضا إعادة هيكلة السوق الداخلية الحرة وحركة السياحة في أوروبا في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى مراعاة عدم إلحاق أضرار إضافية بالاقتصاد عبر الرقابة المستمرة على الحدود في وقت تحتاج فيه أوروبا على نحو ملح إلى تحسين قدرتها على التصرف.
في سياق متصل، دافع وزير المالية الألماني الأسبق عن الإنهاء المؤقت لسياسة عدم تحمل الموازنة العامة لألمانيا ديونا جديدة بسبب أزمة كورونا، موضحا أن سياسة عدم الاستدانة تلك صالحة للتطبيق في ظل وضع مالي صحي، وأضاف: “لكن في موقف مثل هذا يتعين علينا فعل ما هو ضروري؛ أي زيادة الإنفاق والاستدانة مجددا.. لا تناقض في الأمر. ففي النهاية قمنا بتطبيق استثناءات في كبح الديون من أجل هذا الموقف”.
يذكر أن الميزانية العامة لألمانيا خلت من الديون الجديدة 2014 إبان تولي شويبله منصب وزير المالية، وذلك لأول مرة منذ 1969، كما ظلت الموازنة العامة خالية من الديون الجديدة طوال الأعوام التالية حتى تم إقرار حزمة مساعدات بالمليارات لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات أزمة كورونا هذا العام.
من جهة أخرى، لم يستبعد هيلجه براون رئيس ديوان المستشارية في برلين، زيادة المساعدات الحكومية للاقتصاد للسيطرة على جائحة كورونا. وقال براون، في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية: “نراقب عن كثب فعالية برامج المساعدات الحالية، كثير من القطاعات والشركات تضررت بشدة من أزمة كورونا”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان من الضروري إقرار حزمة مساعدات عاجلة ثانية للشركات، ذكر براون أنه لا يرى داعيا لذلك حاليا، وقال: “لكن لا نستبعد الاحتياج الفترة المقبلة إلى إقرار إجراءات مساعدة إضافية”.
وأكد براون أن نجاح الإجراءات الحالية للحد من الجائحة يتوقف على مكوث الأفراد في المنزل، وفي الوقت نفسه، ذكر براون أنه لا يمكن تحمل هذه القيود على الدوام، موضحا أن الهدف هو العودة تدريجيا إلى الحياة بقيود أقل، و”لكن الوباء لم ينته. يتعين علينا أن نتعلم كيف نتعامل معه لحين تطوير لقاح”.
وأقر البرلمان الألماني نهاية الشهر الماضي حزمة مساعدات بمليارات اليوروهات لمواجهة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن أزمة كورونا، وتتضمن الحزمة تدابير لإنقاذ الوظائف والشركات ولدعم المستشفيات، إضافة إلى تأمين سبل المعيشة ومساكن المواطنين.