أخباراقتصاد

اقتصاد الجيل الخامس

يمثل اقتصاد الجيل الخامس (5G) تحولاً جذرياً في الاتصالات المتنقلة، حيث يفتح الباب أمام العديد من الفرص في مجال الابتكار والإنتاجية والنمو الاقتصادي. فمن خلال تبني تقنيات الجيل الخامس على نطاق واسع يمكن تعزيز تحولات اقتصادية جوهرية على مستوى الاقتصاد الوطني في مختلف القطاعات.

تعزز تقنية الجيل الخامس من شبكات الاتصالات المتنقلة إلى ثورة في الصناعات على مستوى العالم، ويقود هذا التحول سرعات البيانات ووقت الاستجابة المتناهي الصغر والموثوقية المتزايدة، ودعم الاتصال بين الأجهزة على نطاق واسع، ومن المتوقع أن تبلغ مساهمة اقتصاد الجيل الخامس في الاقتصاد العالمي 13,2 تريليون دولار وخلق 22,3 مليون وظيفة حول العالم بحلول العام 2035. بالإضافة إلى هذه الأرقام الضخمة، يمتلك اقتصاد الجيل الخامس القدرة على إعادة تشكيل صناعات كاملة، من الرعاية الصحية والنقل إلى الزراعة والتصنيع وغيرها.

على مستوى قطاع الرعاية الصحية تستخدم تقنيات الجيل الخامس لمتابعة المرضى عن بعد، وتقديم الاستشارات الطبية الافتراضية ما يسمح لكادر الرعاية الصحية بمراقبة المرضى بشكل آني ، وتقديم العلاج والاستشارة الطبية حسب الحاجة، ومن الأمثلة على ذلك تعاون حكومة كوريا الجنوبية مع شركات الاتصالات الوطنية لتطوير سيارات إسعاف مجهزة بتقنيات الجيل الخامس، واضافة كاميرات عالية الدقة ومعدات طبية أخرى مما يسمح للأطباء بتقييم المرضى عن بعد وتقديم العلاج خلال النقل، ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن للطب عن بعد توفير ما يصل إلى 30٪ من تكاليف الرعاية الصحية، وفي نفس الوقت وبحسب دراسة أجرتها شركة إريكسون أن الطب عن بعد والطب القائم على تقنية الجيل الخامس توفير لقطاع الرعاية الصحية ما يصل إلى 1,1 تريليون دولار بحلول عام 2030.

بينما على مستوى المصانع يتم استخدام تقنية الجيل الخامس في المصانع للتحكم في الآلات والعمليات بشكل لحظي، بالإضافة إلى تيسير استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار، وهو ما يحسن الكفاءة والإنتاجية والسلامة في عمليات التصنيع، ومن الأمثلة على ذلك تنفيذ شركة بوش الألمانية مصنع مجهز بتقنية الجيل الخامس يسهل التحكم بالروبوتات والطائرات بدون طيار داخل المصانع يمكنها العمل بجانب الكوادر البشرية في المصنع. ويتم التحكم في الروبوتات والطائرات بدون طيار في بشكل آني باستخدام تقنية الجيل الخامس، مما يسمح بزيادة الكفاءة والمرونة في عمليات التصنيع، وبحسب تقرير ABI Research، من المتوقع أن يصل حجم السوق العالمي لتقنية الجيل الخامس في الصناعة إلى 10,8 مليار دولار بحلول عام 2030، وفي المقابل كشفت دراسة أجرتها شركة نوكيا أن الروبوتات والطائرات بدون طيار القائمة على تقنية الجيل الخامس يمكن أن تقلل من تكاليف التصنيع بنسبة تصل إلى 30٪، مما ينعكس على تنافسية الشركات وقدرتها على تقديم منتجات للأسواق بتكلفة أقل.

على المستوى الوطني فبفضل الله ارتفع تصنيف المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي في العام 2022 وتحتل المملكة المرتبة الثانية عالمياً على مستوى أفضل شبكات الجيل الخامس بعد اليابان، والمرتبة الثانية عالميا بين دول مجموعة العشرين ضمن تقرير التنافسية الرقمية للعام 2021 الصادر من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، وتسعى وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى تعزيز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة من خلال إطلاق برنامج مصانع المستقبل والذي تسعى من خلاله إلى تحويل 4 آلاف مصنع خلال الخمس سنوات القادمة إلى مصانع متقدمة تشغيلياً وتقنياً من خلال تبني تقنيات المصانع الذكية وذاتية التشغيل، والمستشعرات وأجهزة انترنت الأشياء وغيرها من المجالات التي تعزز الإنتاج في المصانع السعودية لا سيما والمملكة تمتلك أكثر من 10 ألف مصنع تشكل 11% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

الخلاصة: اقتصاد الجيل الخامس جوهري لتعزيز الثورة الصناعية الرابعة ورفع الإنتاجية وتوظيف التقنيات الرقمية الحديثة والتي ستنعكس على تنافسية الصناعة السعودية، وهو ما يقوم به القطاع العام في المملكة والتي ستساهم في رفع جودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

المصدر: الرياض

إغلاق